تجربة البعث و الإحياء
إن كتاب ظاهر الشعر العربي الحديث دراسة نقدية
للشعر العربي من مرحلة البعث إلى مرحلة التطوير و التجديد, وقد حاول المجاطي في
هذه الدراسة وضع تفصيلا بكل مرحلة على حدى موضحا ظروفها ومميزاتها. وتعد تجربة البعث
و الإحياء من أهم التجارب الشعرية التي تميزت بالتقليدي و العودة إلى الإرث
القديم.
فما مميزات هذه التجربة حسب ما ورد في كتاب المجاطي؟
(
وما المنهج المعتمد ؟ )
يقوم التيار
الإحيائي في شعرنا العربي الحديث على محاكاة الأقدمين وبعث التراث الشعري القديم وإحياء
الشعر العباسي والشعر الأندلسي لتجاوز ركود عصر الانحطاط ومخلفات كساد شعره عن طريق
العودة إلى الماضي الشعري الزاهر لنفض الغبار عليه من أجل الخروج من الأزمة الشعرية
التي عاشها شعراء عصر النهضة. ومن أهم الشعراء الذين تزعموا هذا التيار محمود سامي
البارودي الذي عاش على أنقاض الماضي والتوسل بالبيان الشعري القديم؛ مما جعل هذه الحركة
الشعرية حركة تقليدية محافظة بسبب مجاراتها لطرائق التعبير عند الشعراء القدامى. ومن
ثم، فقد كانت العودة إلى التراث الشعري أهم مرتكز يقوم عليه هذا التيار، وبذلك فقد
أهمل التعبير عن الذات ورصد الواقع، ولم يحقق تطورا حسب الكاتب بسبب انعدام الحرية
الإبداعية و انعدام التأثر الحقيقي بالثقافة الأجنبية.
التيار الذاتي
إن
كتاب ظاهر الشعر العربي الحديث دراسة نقدية للشعر العربي من مرحلة البعث إلى مرحلة
التطوير و التجديد, وقد حاول المجاطي
في هذه الدراسة وضع تفصيلا بكل مرحلة على حدى موضحا ظروفها ومميزاتها. وتعد تجربة
الرومانسية من أهم التجارب الشعرية التي تميزت بالذاتية
فما مميزات هذه التجربة حسب ما ورد
في كتاب المجاطي؟
(
وما المنهج المعتمد ؟ )
يعود الاهتمام بالذاتية عند شعراء هذا التيار إلى سببين حسب احمد المعداوي .أولهما إعادة الاعتبار
للذات المصرية، حيث أن شخصية الفرد المصري كانت تعاني من انهيار تام على مختلف المستويات.ثانيا
انتشار الفكر الحر بين المثقفين والمبدعين المصريين. الشئ الذي سمح لشعراء هذه التجربة
أن يعبروا عن أنفسهم بوصفها قيما إنسانية لها وزنها، وأن يكفوا عن محاولة توكيد الذات
بمحاكاة النماذج السابقة، فعلى الرغم من ذلك، فإن هذا التيار حسب أحمد المعداوي تيار
شعري سلبي ليس إلا؛ لأنه بقي أسير الذات ولم يتجاوزها إلى تغيير الواقع:” ولم يرتفعوا
إلى مستوى الشعار الذي طرحته المرحلة، وهدفت من ورائه إلى وعي الذات لنفسها ولظروفها،
وإلى التأهب لخوض المعركة، بغية تغيير تلك الظروف التي منعت المجتمع العربي من التحول
وبناء الغد الأفضل، وهذا هو السر في أن أثر الوجدان في شعر هذه التيار كان أثرا سلبيا،
يؤثر هدوء الحزن وظلمة التشاؤم على ابتسامة الأمل واستشراف النصر، سواء مع جامعة الديوان
التي طغى عليها الجانب الوجداني أو مع جماعة الرابطة القلمية التي جمعت مابين الوجدان
والذات والهجرة والغربة والوحدة مثلما هو الحال في قصائد ميخائيل نعيمة جبران خليل
جبران، وإيليا أبو ماضي.
عموما يتضح
لنا مما سبق على أن هذه المرحلة الشعرية قد شكلت بداية التغير و التطور.وبالتالي
فإننا لا يكننا في أي حال من الأحوال أن نجهض دورها في الشعر العربي باعتبارها
لبنة في أساسية تاريخ الشعر العربي الحديث .
تجربة الغربة و الضياع
إن كتاب ظاهر الشعر العربي الحديث دراسة نقدية
للشعر العربي من مرحلة البعث إلى مرحلة التطوير و التجديد, وقد حاول المجاطي في
هذه الدراسة وضع تفصيلا بكل مرحلة على حدى موضحا ظروفها ومميزاتها. وتعد تجربة
البعث و الإحياء من أهم التجارب الشعرية التي تميزت بالواقعية .
فما مميزات هذه التجربة حسب ما ورد في كتاب المجاطي؟ (
وما المنهج المعتمد ؟ )
لم يظهر الشعر العربي الحديث أو ما يسمى بشعر التفعيلة إلا بعد
نكبة 1948م ،وقد تأثر هذا الشعر الجديد بالمد القومي وانهيار الواقع العربي الفظ الذي
زرع الشك في نفوس المثقفين والمبدعين، وأسقط كل الوثوقيات العربية التقليدية والثوابت
المقدسة.
كما كان للاحتكاك بالثقافة الأجنبية
دور كبير في انفتاح هذا الشعر على كل ماهو مستحدث في الخارج لتجديد آليات الكتابة والتعبير
عن التسلح بمجموعة من المعارف والعلوم للسمو بهذا الشعر.
ومن الموضوعات التي نصادفها بكثرة في
شعرنا العربي الحديث ،تجربة الضياع والتمزق النفسي والاضطراب الداخلي والقلق الوجودي
والغربة الذاتية والمكانية.
وتتنوع الغربة في أشعار
المحدثين لتشمل الغربة في الكون، والغربة في المدينة، والغربة في الحب. وتعني الغربة
في الكون ميل الشاعر إلى الشك في الحقائق والميل إلى التفلسف الأنطولوجي ( الوجودي)، وتفسير الكون عقلا ومنطقا. أما الغربة
في المدينة، فتتجلى في تبرم الشاعر الحساس من المكان الذي حول الإنسان إلى مادة محنطة
بالقيم المصطنعة الزائفة، وهذا المكان المخيف هو المدينة العربية المعاصرة فالقاهرة
بدون قلب عند عبد المعطي حجازي، ونفس الشيء يقال عن بغداد السياب وبيروت أدونيس وخليل
حاوي..وعليه، فقد صور الشعر الحديث المدينة في ثوبها المادي كما عند الحجازي. وإذا
كان الشاعر الحديث قد فشل في فهم أسرار الكون ووجوده، وفشل كذلك في التأقلم مع المدينة،
فإنه فشل كذلك في الحب الذي أصبح زيفا مصطنعا وبريقا واهما. وعلى رغم من سلبية هذه
التجربة الشعرية التي تميل إلى الذاتية الباكية على غرار الرومانسيين. إلا أن أحمد المجاطي يدافع عن هذه التجربة بقوله: "أن
نجاحها يرجع إلى أن الهم الذي عانى منه الشاعر الحديث، لم يكن هما فرديا كالهم الذي
أغرق تجربة شعراء التيارات الذاتية، في الظلمة والقتامة، واليأس، إنه هم جماعي نابع
من تفتت الأرض تحت أقدامنا، ومن ارتفاع أسوار الحديد أمام كل خطوة نخطوها،نابع من قصر
عصر الأفراح، التي تبزغ في سمائنا بين الحين والحين، لا أريد بهذه الكلمة أن أدافع
عن تجربة الغربة، ولكن هدفي هو لفت النظر إليها.
عموما فإن الدراسة
النقدية التي وضعها المجاطي حول ظاهرة تطور الشعر العربي وان كانت قد أوجدت لنفسها
مسوغات واعتبرت دراسة رائدة على الأقل في المغرب العربي إلا أنها ظلت بها بعض التصورات
والأحكام والتي أسقطها المجاطي عن بعض التجارب الشعرية كالتيار الإحيائي وسؤال الذات
إذ اعتبر على أن هذه التجارب تجارب سلبية.
غير أني كدارس لا يمكنني أن اخفي أو أتنكر لقيمة هذه التجارب الشعرية على اعتبارها
أنها تشكل منعطفا في تحول الشعر العربي نحو التحرر.
تجربة الحياة الموت
إن كتاب ظاهر الشعر العربي الحديث دراسة نقدية
للشعر العربي من مرحلة البعث إلى مرحلة التطوير و التجديد, وقد حاول المجاطي في
هذه الدراسة وضع تفصيلا بكل مرحلة على حدى موضحا ظروفها ومميزاتها. وتعد تجربة
البعث و الإحياء من أهم التجارب الشعرية التي تميزت بالواقعية .
فما مميزات هذه التجربة حسب ما ورد في كتاب المجاطي؟
( وما المنهج المعتمد ؟)
ظهرت تجربة
الحياة بعد الموت بعد ثورة مصر و تأميم قناة السويس ورد العدوان الثلاثي واستقلال أقطار
العالم العربي والوحدة بين مصر وسوريا إلى غير ذلك من الأحداث الإيجابية التي دفعت
الشعراء إلى التغني بالانبعاث واليقظة والتجدد الحضاري. ولم تستقل حقبة الأمل بفترة
معينة، بل نراها تتداخل مع فترة إيقاع الغربة والضياع تعاقبا أو تقاطعا. وقد استفاد
الشاعر الحديث من مجموعة من الأساطير والرموز الدالة على البعث والنهضة واليقظة والتجدد،
وبعد، لقد أصبح الشاعر الحديث شاعرا يجمع بين هموم الذات وهموم الجماعة ، تميل رغبته
إلى الحياة والتجدد والانتصار على كل التحديات. إن الصراع بين الموت والحياة في تجربة
الشاعر الحديث يعني في آخر الأمر الصراع بين الحرية والحب والتجدد الذي يجعل الثورة
وسيلته، وبين الحقد والاستعباد والنفي من المكان ومن التاريخ.” وعلى الرغم من مضامين
الشعر الحديث الثورية، فإنه لم يتحول إلى طاقة تغييريه، بل نلاحظ انفصالا بين الشعر
الحديث والجماهير العربية، والسبب في ذلك يعود حسب أحمد المعداوي إلى عامل ديني قومي،
وعامل ثقافي، وعامل سياسي، ولكن أهم هذه العوامل حسب الكاتب تعود إلى العامل” المتعلق
بتقنية هذا الشعر، أي بالوسائل الفنية المستحدثة التي توسل بها الشعراء، للتعبير عن
التجارب التي سبقت الحديث عنها. فلا شك في أن حداثة هذه الوسائل حالت بين الجماهير،
وبين تمثل المضامين الثورية لهذا الشعر.
عموما يتضح
لنا مما سبق على أن هذه المرحلة الشعرية قد شكلت بداية التغير و التطور.وبالتالي
فإننا لا يكننا في أي حال من الأحوال أن نجهض دورها في الشعر العربي باعتبارها
لبنة في أساسية تاريخ الشعر العربي الحديث .
المنهج المعتمد في كتاب ظاهر الشعر العربي الحديث
اعتمد المجاطي
في كتاب ظاهرة الشعر العربي الحديث على الجمع بين المنهجين:المنهج الاجتماعي
التاريخي والمنهج البنيوي
المنهج
الاجتماعي وظفه الناقد في القسم الأول من الفصل الأول حيث تحدث عن الظروف
الاجتماعية التي أحاطت بالشعر العربي و جعلته ينتقل من مرحلة الكساد إلى مرحلة
التقليد. ثم الحديث عن التجربة الذاتية حيث أن الواقع الاجتماعي الذي كانت تعيشه
الذات المصرية,جعلها تبحث عن سبل إعادة الاعتبار لذاتها. كما حضر المنهج الاجتماعي
في الفصل الثاني, وذلك عندما ربط الناقد تطور الشعر بنكبة فلسطين و النكسات و
الهزائم المتوالية وخاصة هزيمة 1967 .وبذلك فتجربة الغربة و الضياع قد تولدت بسبب
انهيار الواقع العربي والذي زرع الشك في نفوس المثقفين و المبدعين. كما أن
الاحتكاك بالثقافة الأجنبية لعب دورا كبيرا في انفتاح هذا الشعر على كل ما هو
مستحدث في الخارج. أما الفصل الثالث تجربة
الحياة بعد الموت فيطغى عليه كذلك النهج الاجتماعي, وذلك حينما ربط المجاطي الشعر
الحديث بتقلبات الشعر العربي, حيث أن الواقع السياسي الذي شهدته الأمة العربية
كثورة مصر و تأميم القناة و رد العدوان و استقلال الأقطار العربية بين مصر و سوريا
دفعت الشعراء إلى التغني بالانبعاث و اليقظة و التجدد. كما اعتمد المجاطي كذلك منهجا بنيويا في
دراسة القسم الثاني من الفصل الأول وكذلك في دراسة الفصل الرابع. الذي يعتبر حركة فكرية
واسعة ومنهجا تحليليا يقارب النص الأدبي في ذاته، باعتباره بنية ذات قواعد خاصة أي
تنظيما شكليا خفيا، ووحدة دينامية لها معنى في ذاتها خارج كل عنصر إضافيأ ودلك خلافا
للمنهج الاجتماعي ألفناه مهتما بالمرجع الخارجي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire