dimanche 18 janvier 2015

الحق و العدالة




الحق و العدالة
تقديم إشكالي:
إذا كان مفهوم العدالة صفة لما هو عادل بحيث يحتوي معاني متعددة كالفضيلة الأخلاقية و التصرف وفق القوانين و التشريعات ، مما يجعل العدالة ترتبط بالمؤسسات القانونية و التشريعية التي تنظم العلاقات بين الأفراد كما يرتبط بالقيم الأخلاقية، فإن مفهوم الحق متعدد الدلالات حسب المجال الذي يستخدم فيه، ففي المجال المعرفي المنطقي يفيد الحق الحقيقة و اليقين و الإستدلال السليم أما في المجال الأخلاقي فإنه يفيد العدل و المساواة و الإنصاف مما يجعل مفهوم الحق و العدالة متذاخلين و ينفتحان و يتقاطعان مع مفاهيم أخرى مما يثير مجموعة من الإشكاليات منها:
-هل يتأسس الحق على ما هو طبيعي أم على ما هو قانوني؟
-ما هي طبيعة العلاقة بين الحق و العدالة؟ أيهما يتأسس على الآخر؟
-هل يمكن وجود الحق خارج القوانين و التشريعات؟
-إذا كانت العدالة هي تحقيق للمساواة و الإنصاف فهل تستطيع أن تنصف جميع الأفراد   داخل المجتمع؟
 الحق الطبيعي و الحق الوضعي:
هل ترتبط العدالة بالحق الطبيعي أم بالحق الوضعي؟
نص:طوماس هوبس:
الإشكال:هل للعدالة ارتباط بالحق الطبيعي أم بالحق الوضعي؟
أطروحة النص: يؤكد طوماس هوبس أن العدالة ترتبط بالحق الوضعي و تتعارض مع الحق الطبيعي لأن الحق الطبيعي يحتكم إلى القوة و يخضع لتوجيهات الغريزة و الأهواء مما يجعله  حقا يقوم على الحرية المطلقة التي تبيح للفرد القيام بكل مامن شأنه أن يحفظ حياته )العدوان ،العنف ، الظلم(أما الحق الوضعي فهو حق يحتكم إلى القوانين و التشريعات المتعاقد عليها و يخضع لتوجيهات العقل مما يجعله يحد من الحرية المطلقة لكنه يضمن حقوق الأفراد و يحقق العدل و المساواة ،و بذلك يخلص هوبس إلى أن العدالة ترتبط بالحق الوضعي القانوني أي بالحرية المقننة بالقوانين و التشريعات و تتعارض مع الحرية المطلقة التي تستند إلى القوة و الغريزة.
نص: جان جاك روسو:
الإشكال: هل يمكن تحقيق العدالة خارج القوانين أم تشترط الإرتباط بها؟
أطروحة النص: يميز جان جاك روسو بين حالة الطبيعة التي يخضع فيها الأفراد لأهوائهم و رغباتهم بحيث تطغى عليهم الأنانية و الذاتية و يحتكمون إلى قوتهم ، و بين حالة التمدن التي يمتثل فيها الأفراد لتوجيهات العقل و يحتكمون إلى القوانين و التشريعات في إطارغقد اجتماعي يساهم الفرد في تأسيسه و يلتزم باحترامه و طاعته و يمارس حريته في ظله.
إذن فالعقد الاجتماعي يجسد الإرادة العامة التي تعلو على كل الإرادات الفردية، فالإمتثال و الخضوع للعقد الإجتماعي هو خضوع للإرادة الجماعية التي تحقق العدل و المساواة و تضمن الحقوق الطبيعية للأفراد و بذلك فالإمتثال للقوانبن التي شرعها العقد لا تتعارض مع حرية الفرد مادام العقد الإجتماعي هو تجسيد لإرادة الأفراد.
فماهي طبيعة العلاقة بين الحق و العدالة و أيهما أساس الآخر؟   
العدالة اساس الحق:
ماهي طبيعة العلاقة بين العدالة و الحق؟أيهما أساس الآخر؟
إشكال النص: ماهي دلالة العدالة؟ هل تقوم العدالة على أساس الحق و الفضيلة ؟
أطروحة النص: يحدد أرسطو مفهوم العدالة باعتبارها هي التصرف وفق القوانين و التشريعات و تحقيق المساواة في مقابل الظلم الذي يعتبر خرقا للقوانين و منافاة للمساواة  ليؤكد أن العدالة هي حد وسط بين الإفراط و التفريط ، و قد اعتمد أرسطو أسلوبا حجاجيا وظف خلاله التقابل و التمييز و التأكيد، فهو يميز بين نوعين من العدالة : عدالة بمفهومها الأخلاقي أي الإمتثال للقوانين و تحقيق الفضيلة الأخلاقية و عدالة بمعنى المساواة و الإنصاف و تنقسم إلى عدالة توزيعية تقوم على توزيع الخبرات الإقتصادية بين الأفراد بالمساواة حسب طاقاتهم و أعمالهم ، و عدالة تعويضية تقوم على تنظيم المعاملات بين الناس على أساس القوانين و التشريعات لمنع الظلم وتصحيح السلوك الذي ينحرف عن القانون ، ليخلص بعد ذلك إلى أن غاية العدالة هي تحقيق الفضيلة باعتبار العدالة أم الفضائل.
نص: باروخ سبينوزا:
الإشكال الذي يجيب عنه النص:
ماهي الغاية من الديموقراطية و هل يمكن اعتبار العدل أساس الحق؟
أطروحة النص: يعتبر سبينوزا أن هناك مبدأ تقوم عليه الدولة الديموقراطية و هو تحقيق الأمن و السلام للأفراد من خلال الإحتكام للقوانين التي وضعها و شرعها العقل و تم التعاقد عليها ، و بذلك يتم تجاوز قوانين الطبيعة التي تحتكم إلى الشهوة و الغريزة و تستند إلى القوة الفردية مما يؤدي إلى انتشار الفوضى و الظلم و العدوان و الكراهية و الصراع ، فالقانون المدني الذي تجسده الدولة كسلطة عليا هو قانون من وضع العقل و تشريعه، لذلك يجب على الأفراد الإمتثال له و الخضوع له حفاظا على حريتهم و حقوقهم لأنه يجسد العدالة و يسمح بأن يأخد كل ذي حق حقه بذلك تتحقق المساواة و الإنصاف من خلال ضمان حقوق الجميع و عدم التمييز بينهم سواء على اساس طبقي أو عرقي أو جنسي أو غيرهم ؟ إذا كانت العدالة هي تحقيق المساواة و الإنصاف و إعطاء كل ذي حق حقه فهل يمكن تحقيق الإنصاف لجميع الأفراد داخل المجتمع ؟
 العدالة بين المساواة و الإنصاف:
إذا كانت العدالة هي تحقيق المساواة فهل يمكن تحقيقه لجميع الأفراد داخل المجتمع؟
نص:أفلاطون:
الإشكال: ماهي دلالة العدالة ؟ كيف يمكن تحقيقها على مستوى الفرد و المجتمع؟
الأطروحة : يبين أفلاطون من خلال تحقيق الإنسجام و التكافل بين قوى النفس القوة العاقلة القوة الغضبية ،القوة الشهوانية.
تتحقق السعادة النفسية إما على المستوى الإجتماعي فالعدالة هي تحقيق الإنسجام و التكامل بين الفئات و الطبقات المكونة للمجتمع الحكام الجنود عامة الناس حين يقوم كل واحد بالوظيفة التي هيأته طبيعته لها دون تذخله في شؤون غيره يتحقق التكامل و الإنسجام فتتحقق العدالة والفضيلة و بذلك تتحقق سعادة الدولة و المدينة.
لكن هل تتحقق المساواة المطلقة بنصف جميع الأفراد ألا يلحق الظلم و الجور في حق البعض؟ 
نص: ماكس شيلر:
الإشكال : هل المساواة المطلقة إنصاف و عدل أم ظلم و جور؟
أطروحة النص: ينطلق ماكس شيلر من انتقاد الإتجاهات الأخلاقية الحديثة التي تدعو إلى المساواة المطلقة بين الأفراد بغض النظر عن اختلاف طبائعهم و تفاوت قدراتهم و مؤهلاتهم، ليؤكد خلافا لذلك أن المساواة التي تحقق العدل والإنصاف هي التي تراعي اختلاف الناس في الطبائع و التفاوت في القدرات و المؤهلات فهي إعطاء كل ذي حق حقه اعتمادا على قدراته و مؤهلاته و عطائه.
البنية الحجاجية: يعتمد النص آلية النقد و التفنيد فهو ينتقد الإتجاه الأخلاقي الحديث الذي يساوي بين الناس مساواة مطلقة دون مراعاة للإختلافات الطبيعية و التفاوت و التحايز في القدرات و المؤهلات و يؤكد أن هذه المساواة نابعة من حقد وكراهية من طرف الضعفاء و المتخلفين، اتجاه الأقوياء والمتفوقين ليخلص إلى أن المساواة الحقيقية هي التي تحقق الإنصاف اعتمادا على مراعاة الإختلافات و التمايزات بين الأفراد حسب طبائعهم و مؤهلاتهم الفكرية و العقلية و الجسدية.
...................... الملخص ...................
-         الحق عند هوبز واسبينوزا هو التصور الطبيعي ، أما عند روسو وكانط فهــــو التصــــور التعاقـــدي ، في حيــن يـرى ها نزكيلسين بأنه تصور وضعي .
-         عند شيشرون فالحق يستمد قوته من الواجب الأخلاقي ، أما عند هيجل وكانط فيستمد قوته من المؤسسة لقانونية ومن الواجب الأخلاقي ، في حين يرى لييوستراوس بأنه أي الحق يستمد قوته من المؤسسة القانونية فقط .
........................................................................................................................
توجيه
-     صيغة امتحان البكالوريا في مادة الفلسفة ثلاث :
    السؤال المباشر : يتضمن الإشكاليات وهو نوعان :
1-     سؤال معرفي : يتطلب منك تناول وموقف فلسفي أو علمي بالشرح و التفسير .
2-     سؤال إشكالي : يتطلب منك تناول مختلف المواقف الفلسفية والعلمية + رأيك الشخصي في النهاية .
-         القولة : تتضمن الإشكالية + الموقف  . وهي موقف فلسفي إزاء مواقف أخرى .
-         النص الفلسفي : يتضمن الإشكالية + الموقف + الحجاج .
 التحليل في امتحان البكالوريا فيما يخص مادة الفلسفة
-         تحليل السؤال المباشر : يتم حسب نوع السؤال :
1-     السؤال المعرفي : يتطلب منك فهم السؤال فقط لكي تتناول في إجابتك الموقف الفلسفي أو العلمي شرحا وتفسيرا .
2-     السؤال الإشكالي : يتطلب منك استخراج الإجابتين المتضمنتين في صيغة السؤال ومقابلتهما . مثال دلك :
                             هل الشخصية معطى أم أنها بناء ؟
                            الإجابتين المتضمنتين في صيغة السؤال : 1- الشخصية معطى
                                                                                    2- الشخصية بناء
   بملاحظتك لهدا التقابل ، يمكنك الوقوف على الإشكالية المتضمنة في السؤال وعلى الإطار العام للجواب .
-         تحليل القولة : يجب عليك :
·        استخراج الإشكالية المتضمنة في القولة ودلك بمقابلة القول بنقيضه ثم اختزاله  في مفهوم فلسفي جامع ،و أخيرا 
       استنتاج الإشكالية .
·        استنباط الموقف الفلسفي أو العلمي الدي تحيل عليه القولة  و التعبير عنه باستخدام المفاهيم الأساسية .
·        استحضار مواقف فلسفية أو علمية أخرى مؤيدة ومعارضة من أجل تعميق فهمنا للقولة .
-         تحليل النص الفلسفي : يجب عليك :
·        استخراج الإشكالية التي يطرحها النص ، بعد قراءته عدة مرات .
·        استخراج موقف صاحب النص من هده الإشكالية و التعبير عنه .باستخدام المفاهيم الأساسية.
·        استخراج البنية الحجاجية للنص مع التمييز بينه وبين الاستلال ، فالحجاج يعطينا الإقناع أما الاستدلال فيعطينا الخطأ أو الصواب . كما أن الدليل يوضح و لا يحل الاستدلال .
·        استحضار مواقف أخرى من خارج النص من أجل تعميق فهمنا له .
  ملاحظة : من بين المهارات التي يجب عليك اكتسابها في إطار تحليلك للنص " تقطيع النص إلى وحدات معنى "
يساعدك على ذلك
·        أدوات الاستنتاج : إذن ، و عليه ، و هكذا ، من ثم ، بناء على ذلك ، و بالتالي .....
·        أدوات الشرط   : إذا كان ، إن ...........
·        أدوات المقابلة  : على العكس من ذلك ، في مقابل ذلك ، من جهة أخرى ..........
أدوات السبيبة  : لأن ، بسبب أن، على أساس أن ، و ذلك يرجع إلى أن ...........    
 الكتابة الإنشائية في مادة الفلسفة
 عناصرها ثلاثة : مقدمة – عرض – خاتمة
-         مقدمة :  يتطلب منك التمهيد (ما قيل)+ طرح الإشكالية كيفما كانت صيغة الامتحان (سؤال مباشر أو قولة أو نص فلسفي)
-         عرض :يجب عليك صياغة العناصر المستخرجة من خلال تحليلك للقولة أو النص .
               يتطلب منك استعراض المواقف العلمية أو الفلسفية في حالة السؤال المباشر ، أما بالنسبة للقولة فيطلب منك إبراز   
               قيمة موقف القولة باعتماد مواقف فلسفية مؤيدة لصاحب القولة .
               كما يتطلب  إبراز حدود موقف القولة باعتماد مواقف فلسفية معارضة لموقف صاحب القولة (نقد خارجي) .
               و بالنسبة للنص الفلسفي يتطلب منك إبراز قيمة موقف النص وذلك بتدعيم البنية الحجاجية للنص بحجج إضافية      
               من عندك أو باعتماد مواقف فلسفية مؤيدة لموقف صاحب النص (نقد داخلي) .
               كما يتطلب منك إبراز حدود موقف النص باعتماد مواقف فلسفية معارضة لموقف صاحب النص (نقذ خارجي).
  خاتمة  : يتطلب منك إعطاء الحصيلة على شكل تكامل بين مختلفي المواقف إذا كانت هناك تقابل تعارض ، أما في حالة 
                 تقابل تناقض فيلزمك تجنب الجمع بين مختلفي المواقف حتى لا تقع أنت في التناقض .
                وفي الأخير ينبغي ختم إنشاءك الفلسفي بسؤال (لأن الفلسفة هي خروج من السؤال إلى السؤال )  .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire