dimanche 18 janvier 2015

منهجية تحليل النص الشعري لخطاب سؤال الذات من خلال قصيدة المواكب لجبران خليل جبران



ولكتشاف معاني القصيدة ودلالاتها هناك مؤشرات عامة يمكن التقاطها من عنوانها
 (........) الذي يشي ب.............................................
...........................................................................................................
كما أن قراءة أبياتها تفضي إلى استنتاج عام مفاده أن ثمة مواقف مختلفة وأبعاد متعددة، ومعاني متنوعة، تختزل تجربة الشاعر الذاتية وتعلن عن (أحوله النفسية، وانفعالاته الداخلية، وخصاله النبيلة ............) 
..................................................................................................................................................................................................................................
استنادا إلى ما سبق يتبين لنا أن تجربة الشاعر تنضح بالمقومات العامة للاتجاه الرومانسي م من خلال إبراز تجربة الشاعر الوجدانية والغنائية: (..الحزن...الحب...الغربة.والإحساس بضياع.................)أو(تجرب فكرية ذات أبعاد  فلسفية تأملية تبين أن لشاعر رؤية خاصة...............) أو هما معا

لعل الملفت للانتباه على مستوى الاستعمال المعجمي , ميل جبران إلى اعتماد اللغة البسيطة من صميم المتداول , دون جنوح إلى الإغراب أو التعقيد , انسجاما مع الدعوة التي عبر عنها في مواجهة دعاة السلفية الشعرية , حين واجههم قائلا : لكم لغتكم ولي لغتي, متجها إلى التعبير بمفردات متصلة بنشاطه الذهني وتفكيره في اللحظة المعيشة , دونما حاجة إلى البحث في القاموس القديم ,عما يكون مرادفات للغة التي يسعى إلى التمثيل من خلالها عن حالته النفسية والذهنية , وقد حضرت بقوة مكونات الحقل الدلالي الطبيعي, (الغاب- الشتاء- الأرض- الزهر – الغناء - الحقل – الصفصاف – الشمس – الثلج) في ارتباط مع عناصر من الواقع , ( الناس – الخير – الشر – الدهر – العدل – الموت – المجد – الجسم – الروح - ), مما يدل على البعد الرومانسي من جهة , والبعد التأملي الإنساني من جهة أخرى , كما نلحظ دلك التناغم والتمازج بين  هدين الحقلين في نوع من تكاملية بحيث تمكن الطبيعة من الغوص في ذاتية الشاعر واستلهام مشاعره  التائرة  وتعبير عنها

غير أن جبران من ناحية أخرى , سوف يبدع في تصوير معانيه ,استنادا إلى الوصف بمستوييه الحسي والمعنوي , أو انطلاقا من زاوية الرؤية للفكرة , بمستويـيـها الداخلي والخارجي , مع ما يتطلبه المقام من توظيف للأدوات البلاغية المسعفة , من قبيل التشبيه والمجاز والاستعارة والطباق والمقابلة , دون اللجوء إلى الإغراق في الصنعة البيانية أو البديعية كهدف فني , فينسجم الشاعر بذلك , مع اختياره اللغوي الذاهب إلى التعامل مع ما يحقق الإبلاغ و الإمتاع.
يمكن الوقوف على سبيل التمثيل , عند المجاز بحيث يمكن ربط المجاز بأنسنة الطبيعة في إطار التوجه الرومانسي , حين يلجأ الشاعر إلى خلق الحياة فيها انطلاقا من ذاته فيما يشبه الإسقاط (الناس آلات / أصابع الدهر / الشتا يمشي / الغنا يرعى / العدل يبكي ويستضحك / : إن عدلَ الناسِ ثلجُ......... إنْ رأتهُ الشمس ذاب ), بينما يمكن ربط الطباق في التعبير , بالرؤية الوجودية للعالم, من خلال ثنائياته الضدية(الخير /الشر/ مجيد / ذليل / يبقى / تفنى / يبكي / يستضحك / صغروا / كبروا/ الجسم / الروح
وقد جاءت الصور التي أبدع جبران في رسمها , غير منفصلة عن رؤيته الرومانسية و التفلسفية , سواء اتجاه ما يلحظه في الواقع , أو من خلال ما يتطلع إليه في الطبيعة , فكانت عناصرها وصياغتها الفنية , محملة بالدلالات التي استهدفها الشاعر من تعبيراته اللغوية مفردات وأساليب , مما يدل على أن التوظيف الفني للصورة الشعرية , إنما يخدم المعنى المراد مشاركة القارئ فيه , إبلاغا بالمضمون وإمتاعا بالشكل.

هذا الشكل البنائي للنص الذي شمله التطوير والتميز عن مستوى العمود القديم , إذ زاوج جبران بين وزنين عروضيين هما البسيط و مجزوء الرمل , كما نوع في الروي بين عدة أحرف( الراء / العين / اللام / الباء ) , بالرغم من محافظته على التصريع ( جبروا / قبروا ) في المطلع , واعتماده نظام الشطرين صدرا وعجزا , وبذلك يكون جبران قد خالف وغاير في الشكل التقليدي للنموذج المثال دون القطيعة معه , مما يعتبر نزوعا نحو التجديد والتطوير من الداخل , انسجاما مع الشعور بالحاجة إلى الحرية الواعية في الإبداع الشعري
أما ادا ما أمعنا النظر في إيقاع النص الداخلي فانه يلاحظ غلبة الحروف الجهرية  والتي تترجم البعد (النفسي والبعد الفكري).............
ويلاحظ كذلك  أيضا , اهتمام جبران بالجملة التعبيرية التواصلية , رغم اشتغاله بالشعر كفن تعبيري باللغة , بحيث يهيمن الأسلوب بصيغ خبرية , كأنه يتوخى الإبلاغ والإقناع أساسا , ولا تأتي الصيغ الإنشائية القائمة على عدم احتمال التصديق فيها أو التكذيب , لأن المطلوب فيها غير حاصل وقت الطلب , مثل الأمر والنفي , إلا لتأكيد المعنى المخبر عنه على سبيل التقرير, فيما حقه أن يكون قابلا لذلك
التصديق او التكذيب.

خاتمة:
  يشكل خطاب التطوير والتجديد مرحلة جديدة في حركية الشعر العربي ، فهي مرحة متطورة بالمقارنة مع تجربة الكلاسيكيين غدا أنها حاولت الانعتاق من سيطرة التقليد الشعرية الموروثة دون تغيرها جذريا،وهي وان كانت تيارات تتباعد أو تتقارب في الموقف والقول، فإنها تتقاسم تجربة تتميز بإعطاء الأولوية لتجربة الذات والوجدان،واستحضار عالم الطبيعة بالإضافة إلى كونها طورت بنيات الشكل والإيقاع الشعري. ويعد..................................

1 commentaire: